من فيض خاطري

فات المعاد

فات المعاد
صورة
كان الحزن باد عليها,
رغم جميع محاولاتها في اخفائه, إلا أني كنت أراه بشكل واضح,
فعيناها تخبرني بكل ما تحاول أن تخفيه.
فبيني وبين هاتين العينين لغة لا يمكن لأحد سواي أن يفهمها.
أبحرت في سحرهما سنة كاملة , وبت أعرف تفاصيل كل حرف يمكن لهاتين الساحرتين أن تنطقا به.
فكانتا بوابتي الى قلبها البريء الصادق .
قلبها الذي رأيته في هذا اليوم كما لم أره من قبل .
كان الحزن والألم يحتلان فيه مكان كل شيء جميل يبعث السعادة والسرور.
لم أعرف لهذا الحزن المفاجئ أي سبب .
و كان الصمت هو المجيب الوحيد لتساؤلاتي.
ذهبت وانتهى اللقاء بدمعة وصمت عجزت أمامهما عن فعل أي شيء.
كنا قد اعتدنا اللقاء في هذا المكان الهادئ الذي لا يخترق الصمت الذي يسكنه الا صوت كوكب الشرق ,
كان هذا الموعد مقدسا بالنسبة لكلينا ,
ولا يمكن لأي ظرف يمكن أن يواجهنا في في هذه الدنيا أن يمنعنا من هذا اللقاء .
أتى موعد اللقاء القادم ,
اعتدت في كل مرة أن أتي لأراها جالسة تنتظرني ,إلا أني هذه المرة كنت أنا من سينتظر,
طال انتظاري الذي لم يرافقني خلاله الا صوت كوكب الشرق يردد بحزن :
انا فى انتظارك خليت
نارى فى ضلوعى وحطيت
ايدى على خدى وعديت
بالثانيه غيابك ولا جيت
ياريتنى عمرى ماحبيت
اتقلب على جمر النار
واتشرد ويا الافكار
النسمه احسبها خطاك
والهمسه احسبها لقاك
على كده اصبحت وامسيت
وشافونى وقالوا اتجنيت
يا ريت يا ريت يا ريت يا ريت يا ريت
يا ريت يا ريت يا ريت يا ريت يا ريت
يا ريتني
يا ريتني
يا ريتني عمري ما حبيت
اليوم , هو عيد ميلادها الحادي والعشرين .
مرت سنة على أخر لقاء كان بيننا,
كنت على يقين بأن رحلتي مع الانتظار ستنتهي اليوم.
فقد وعدتني ذات يوم بأن مهما طال بنا الفراق وأبعدتنا الأيام
سيكون يوم ميلادها يوم ميلاد لقاء جديد فيما بيننا
ذهبت حاملا بيدي باقة من الأزهار التي لا يفوقها جمال إلا السحر في عينيها .
كانت بانتظاري كما توقعت تجلس في نفس المكان الذي اعتاد علينا كما اعتدنا عليه .
رغم مرور الأيام لم أنسى تلك اللغة التي تنطق بها هذه العيون ,
كانت تهمس لي بأن ستسمح لي لأخر مرة بان أعبر من خلالها الى القلب
الذي غاب عني عاما كاملا لأرى ما فعلت به الأيام في غيابي.
كل شيء فيه مختلف عما كنت أعرف,
لم ارى اي شيء مما ألفت أن أراه فيه.
وضعت أزهاري على الطاولة , وفي قلبي حزن والم , وفي عيني دموع يمنعها كبريائي من السقوط.
مدت كفها التي كانت تحمل خمس ياسمينات , وسالت على خدها دمعتان
لم اكن ادري ان كانتا على ما فات أم على ما هو أت .
لا مست كفها وأخذت الياسمينات الخمس في غمرة الهدوء الذي لم يخترقه الا كلمات اسمعها تقول :
فات المعاد
وبقينا بعاد بعاد
والنار بقت دخان ورماد
فات المعاد
تفيد ب أيه يا ندم يا ندم
وتعمل ايه يا عتاب
طالت ليالي ليالي الألم
وتفرقوا الأحباب
كفايه بئى
تعذيب وشقى
ودموع في فراق
ودموع في لقى
تعتب عليا ليه
انا ب ايديا ايه
فات الميعاد فات
فات المعاد
ياما كنت اتمنى قابلك ببتسامة
أو بنظرة حب او كلمة ملامه
بس انا نسيت الابتسام
زي ما نسيت الألام
والزمن بينسي حزني
وفرحي ياما
ان كان على الحب القديم
ان كان على الجرح الأليم
ستائر النسيان
نزلت بقالها زمان
ان كان على الحب القديم وأساه
انا نسيتو أنا
يا ريت كمان تنسىاه
رحلت وتركت لي خمس ياسمينات احتفظت بها مع باقي الذكريات التي تركها لي كل من رحلوا بصمت.

رأي واحد حول “فات المعاد

أضف تعليق